-
Sofia posted an update
بر الوالدين: حق عظيم في الإسلام وأساس للعلاقات الطيبة
يُعد بر الوالدين من أعظم القربات وأفضل الأعمال التي أمر الله بها في كتابه الكريم، وهو حقٌ كبيرٌ على كل مسلم ومسلمة، حيث جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على بر الوالدين والإحسان إليهما بالقول والعمل. إن بر الوالدين لا يقتصر فقط على الطاعة والاحترام، بل يشمل تقديم الرعاية، والدعاء لهما، والصبر عليهما، وخاصة في الكبر والضعف.
مكانة بر الوالدين في القرآن الكريم
ذكرت آيات كثيرة في القرآن الكريم مكانة بر الوالدين وأهمية الإحسان إليهما، ومنها:
– قال الله تعالى:
“وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبدُوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا”
(سورة الإسراء: الآية 23)
في هذه الآية يأمر الله تعالى بعبادته وحده ثم يأمر ببر الوالدين، مما يدل على عظم حقهما وجلالة مكانتهما.
– وقال تعالى:
“وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَحمَةِ وَقُل رَّبِّ ارحَمْهُما كما رَبَّيانِي صَغِيرًا”
(سورة الإسراء: الآية 24)
يأمر الله بموالاتهما برفق ورحمة، وأن يكون الدعاء لهما دائمًا، وهو من أجمل صور البر والعرفان.
– قال الله في موضع آخر:
“وَقُل لِّعِبادِي يَقُولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم”
(سورة الإسراء: الآية 53)
تشير الآية إلى وجوب التحدث معهم بأفضل الكلام وتأجيل الغضب لتقوية الروابط.
أهمية بر الوالدين ورعاته
بر الوالدين هو سبب في رضا الله ومحبة الناس، وهو مفتاحٌ للبركات في الحياة الدنيا والآخرة، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
“رِضا الله في رِضا الوالد، وسُخط الله في سُخط الوالد.” (رواه الترمذي)
يشتمل البر على عدة صور منها: الإحسان إليهما بالكلام الطيب، والاعتناء بهما، وتقديم الدعم المادي والمعنوي، والندم على تقصير الماضي، والتوبة إلى الله بالنية والأفعال الصالحة.
كما حث الإسلام على الصبر على الوالدين، وعدم قول كلمة تُغضبهما، حتى في حال قسوة الطباع، وجعل البر بحق الوالدين من أعظم القربات التي تُقرّب العبد من الله.
خاتمة
إن بر الوالدين هو ركن أساسي من أركان الأخلاق الفاضلة التي تحث عليها جميع الشرائع السماوية، وهو واجب ديني وفضيلة أخلاقية نُبل بها الإنسان. فقد جمع الله تعالى بين حُسن العبادة وبر الوالدين في مواضع كثيرة في القرآن، مما يدل على أن البر بهما سبيل إلى الفوز برضوان الله والنجاة في الدنيا والآخرة. فلنحرص على بر والدينا بالقول والفعل، ولنكثر لهما الدعاء والرحمة، فهم أحق الناس بحبنا واهتمامنا.
اللهم اجعلنا من البارين بوالدينا، وارزقنا رضاهم، واشفِ مرضاهم، وارحم موتاهم، وجعلهم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين. آمين.